اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة وكان انتصار النبي (ص) لعمار، الذي ملئ إيمانا إلى مشاشه - كما جاءت به الرواية عنه (ص) (1) - وعذب في سبيل الله، ولم يزل ولا يزال يعمل من أجل دينه وعقيدته بإخلاص ووعي، كان انتصار النبي (ص) له من هذا المنطلق بالذات، حينما تهدده بعض من كان يدل عمله وتصرفاته، وتجافيه عن الغبار والتراب على أنه ليس بالمستوى المطلوب، بل ربما كان للدنيا بالنسبة إليه المقام الأول، كما ربما يستفاد من أفعاله اللاحقة. فانتصر النبي (ص) لعمار، ليدل على أنه منسجم مع جهاده، ومع وعيه وإخلاصه لدينه وعقيدته.
هذا، ولابد من التنبيه أخيرا، إلى أن عثمان قد حاول تعيير وتحقير عمار بنسبته إلى أمه، حيث قال له: " يا ابن سمية بمن تعرض؟ إلخ " مع أن أم عمار كانت أول شهيد في الاسلام، " حيث قتلت بفعل التعذيب من أجل دينها وعقيدتها.
وقد أشار النبي (ص) في انتصاره لعمار ومحاماته عنه إلى المقام الشامخ لأمه الصابرة المجاهدة سمية (رحمها الله) فينسبه إليها، ويقول:
" يا ابن سمية لا يقتلك أصحابي إلخ ".
لماذا المسجد أولا:
إن من الملاحظ: أن أول عمل بدأ به (ص) في المدينة هو بناء المسجد. وهو عمل له دلالته وأهميته البالغة.