باء: أحجار الخلافة:
وقد روى الحاكم، عن عائشة، قالت: أول حجر حمله النبي (ص) لبناء المسجد، ثم حمل أبو بكر حجرا آخر، (ثم حمل عمر) (1)، ثم حمل عثمان حجرا آخر. فقلت: يا رسول الله، ألا ترى إلى هؤلاء كيف يساعدونك؟. فقال: يا عائشة، هؤلاء الخلفاء من بعدي. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه (2).
ولكن هذه الرواية لا يمكن أن تصح، فعدا عن تناقض واختلاف نصوصها كما لا يخفى على من راجعها في المصادر المختلفة وقارن بينها، فإننا نذكر:
أولا: قال الذهبي، بعد أن ضعف سند الحديث: " لو صح هذا لكان نقعا في خلافة الثلاثة، ولا يصح بوجه، فإن عائشة لم تكن يومئذ دخل بها النبي (ص)، وهي محجوبة صغيرة، فقولها هذا يدل على بطلان الحديث " (3).
ولنا تحفظ على قوله: أنها كانت صغيرة، ذكرناه في موضع آخر من هذا الكتاب.
وقال ابن كثير: أهذا الحديث بهذا السياق غريب جدا ".