التاريخ والحديث المتواتر عنها. بل إنها هي نفسها تصرح: بأنها كانت السبب في كل ما كان يجري في بيته (ص) من مشاحنات، وتناقضات كما جاء في بعض المصادر، على ما ذكره لي بعض المحققين.
آية الصلح بين المؤمنين:
ويذكر البعض: من الحوادث التي كانت قبل غزوة بدر (1): أن الرسول الأعظم (ص) ذهب ليعود سعد بن عبادة في بني الحرث بن الخزرج، وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي بن سلول، فمر (ص) - وهو على حماره - بمجلس ابن أبي، وفي المجلس أخلاط من المسلمين، والمشركين، واليهود، وفيهم عبد الله بن رواحة، فثار غبار من مشي الحمار، فخمر ابن أبي أنفه بردائه، وقال: لا تغبروا علينا.
فنزل إليهم رسول الله (ص)، ودعاهم إلى الله؟ فقال له ابن أبي:
أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا؟ فلا تؤذينا به في مجالسنا، إرجع إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص عليه.
فقال ابن رواحة: بلى يا رسول الله فأغشانا، فإنا نحب ذلك.
فاستب المسلمون والمشركون، حتى كادوا يتبادرون، فلم يزل رسول الله (ص) يخفضهم حتى سكنوا.
ثم دخل على سعد بن عبادة، فحدثه بما جرى. فطلب منه سعد أن يصفح عن ابن أبي، لانهم كانوا على وشك أن يتوجوه قبل قدومه (ص)، فلما قدم انصرفوا عن ذلك.
وفي رواية أخرى: إنه (ص) ذهب ومعه المسلمون إلى ابن أبي تالفا لقومه، فلما أتاه قال له: إليك عني، والله لقد أذاني ريح حمارك.