يقال لمن بلغ ثلاثا وخمسين سنة: إنه غلام؟!
! لا أن يجاب عن هذا بان الغلام قد يطلق على الكبير كما على الصغير على حد سواء. ولكن يبقى سؤال: أنهم كانوا على علم بهجرته (ص) فما معنى سؤال أبي بكر عنه. وقد تقدم أن المئات منهم قد خرجوا يستقبلونه.
منزل النبي (ص) في المدينة:
وفي يوم الجمعة ركب " صلى الله عليه وآله " راحلته، وتوجه إلى المدينة، وعلي " عليه السلام " معه لا يفارقه، يمشي بمشيه. ولا يمر ببطن من بطون الأنصار إلا قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم، فيقول: ختوا سبيل الناقة، فإنها مأمورة.
فانطلقت به، ورسول الله " صلى الله عليه وآله " واضع لها زمامها، حتى انتهت إلى موضع مسجد النبي " صلى الله عليه وآله "، فوقفت هناك، وبركت، ووضعت جرانها على الأرض. وذلك بالقرب من باب أبي أيوب الأنصاري، أفقر رجل بالمدينة (2).
فادخل أبو أيوب - أو أمه - الرحل إلى منزلهم، ونزل " صلى الله عليه وآله وسلم " عنده، وعلي " عليه السلام " معه، حتى بنى مسجده ومنازله (3). فقيل: مكث عند أبي أيوب سنة تقريبا، وقيل: سبعة أشهر، وقيل: شهرا واحدا (4) ونحن نستقرب هذا الأخير، إذ يبعد أن يستمر العمل