5 - بقي في كلام ابن تيمية المتقدم قوله: إن سورة البقرة مدنية، ولو صح نزولها في علي (عليه السلام) لكانت مكية.
وجوابه واضح، فإن نزول الآية لو سلم أنه كان في نفس ليلة المبيت، فمن الواضح أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان حينئذ في الغار، وليس معه سوى أبي بكر، فلم يكن ثمة مجال للاعلان بنزول الآية إلا بعد وصوله (صلى الله عليه وآله وسلم ا إلى المدينة، واستقراره فيها، ثم إتاحة الفرصة له في الظرف المناسب لاظهار هذه الفضيلة العظيمة لابن عمه ووصيه. فلا بأس أن تعد بهذا الاعتبار مدنية، وتجعل في سورة البقرة، التي كان نزولها في مطلع الهجرة، كما هو معلوم. هذا بالإضافة ! لي أن وجود آية مكية في سورة مدنية ليس بعزيز.
وأما ما ذكره الحلبي من تكرر نزول الآية فلا دليل عليه. بل الأدلة الانفة تدفعه وتنافيه.
تسمية أبي بكر بالصديق:
يرى البعض: أن الله تعالى قد سمى أبا بكر بم الصديق في قضية الغار، كما في شواهد النبوة، حيث قد روي: أنه حين أذن الله تعالى لنبيه بالهجرة، قال لجبرئيل: من يهاجر معي؟ قال جبرئيل: أبو بكر الصديق (1).
ولكننا نشك في صحة ذلك:
أولا: لتناقض الروايات في تسمية أبي بكر بالصديق، وسبب ذلك، وزمانه ج فمن قائل: إن ذلك كان في قضية الغار كما هنا. ومن قائل: إنه كان حينما رجع النبي اصلى الله عليه وآله وسلم " من رحلة