فأسس (ص) المسجد في ذلك الموضع، ونقلوا إليه الحجارة من منطقة الحرة، وشارك (ص) بنفسه في نقلها، الأمر الذي دفع الصحابة إلى الدأب في العمل، والجد فيه، حتى قال قائلهم:
لئن قعدنا والنبي يعمل لذاك منا العمل المضلل وارتجز المسلمون وهم يبنونه يقولون:
اللهم إن الأجر أجر الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة أو نحو ذلك (1) وسيأتي: أن هذين البيتين أنشدهما المسلمون وهم يحفرون الخندق.
ولا مانع من تعدد الواقعة إذا تشابهت الحالات والدواعي.
وجعل طوله مئة ذراع في مثلها، أو قريبا من ذلك، وقيل: جعله سبعين في ستين.
ونحتمل أن يكون كلاهما صحيحا، وأنه جعله في البناء الأول سبعين في ستين، ثم وسعه في البناء الثاني (2).
وابتنى الرسول (ص) مساكنه، وابتنى أصحابه مساكنهم حول المسجد، وكل قد شرع له إلى المسجد بابا. وقد سدت الأبواب كلها فيما بعد سوى باب أمير المؤمنين " عليه السلام،، كما سيأتي.
وقبل أن نمضي في الحديث، لابد من الالتفات إلى بعض ما يقال هنا، من أجل تقييمه، وبيان وجه الحق فيه وذلك حسبما يلي: