قد كان علم رسول الله يؤنسها فجاء بطش أبي حفص يخشيها فقال مهبط وحي الله مبتسما وفي ابتسامته معنى يواسيها قد فر شيطانها لما رأى عمرا إن الشياطين تخشى بأس مخزيها كان ذلك هو عمدة ما استدل به القوم لحلية الغناء. ونحن نرى أنه كله لا يسمن ولا يغني من جوع ولتوضيح ذلك نقول:
نقض أدلة حلية الغناء:
وما دمنا بصدد الحديث عما في تلك الروايات من الوهن والضعف فإننا نرى لزاما علينا أن نغض النظر عن التكلم في أسانيدها، فان ذلك حديث يطول ولربما يتخيل البعض: أنه ليس لأحد الحق في الخدشة فيما في الصحاح، ولا سيما صحيحي البخاري ومسلم، وبعض ما تقدم موجود فيهما.
ونحن وان كنا نعتقد أن هذا خيال باطل، وقد تكلم فيه العلماء وفندوه بما لا مزيد عليه (1).
الا أننا - مع ذلك نغض الطرف هنا عن البحث في الأسانيد، استجابة لرغبة هؤلاء، وتجاوبا مع عاطفتهم. ونعطف النظر إلى البحث في المضمون. فنقول:
أولا: إن نصوص بعض تلك الروايات متناقضة كثيرا، ولا سيما الرواية المتقدمة تحت رقم 2 والرواية التي تحت رقم 4 التي عن الصحيحين وغيرهما.
ثانيا: إن الكثير من هذه الروايات تدل على حرمة الغناء، لا على حليته، فمثلا: