أحظى عنده منها، ولذا فقد كانت تحسدهن، وتؤذيهن، وتسئ إليهن كثيرا، حتى أمام رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " نفسه، وقد تقدم بعض ما يدل على ذلك حين الكلام عن العقد على عائشة قبل الهجرة.
وأطرف من ذلك: أننا نجد البعض يحكم باستحباب العقد في شوال (1).
ويبدو أن حبهم لعائشة، وتقديرهم لرغباتها، وهي التي كانت الساعد الأيمن للهيئة الحاكمة بعد النبي، والتي حاربت عليا الشوكة الجارحة في أعينهم، الذي لم تكن. تقدر أن تذكره بخير أبدا (2) - إن ذلك هو الذي دفعهم إلى وضع هذا التشريع - مع أنهم يروون: أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " قد تزوج بجويرية، وبحفصة في شعبان، وبزينب بنت خزيمة في شهر رمضان، وبزينب بنت جحش في ذي القعدة كما يقال. فالنبي إذن، قد ترك هذا المستحب، ولم يفعله إلا بالنسبة لعائشة وحدها، ووحدها فقط!! إن ذلك عجيب حقا وأي عجيب!!.
فاتحة عهد جديد:
وعلى كل حال، فإن بدخول عائشة إلى بيت النبي الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " قد بدأت في هذا البيت، الذي كان مثالا للهدوء والسكينة، والجلال - حتى عهد قريب - تحولات وتغيرات ذات طابع معين، حينما صار مجالا لكثير من التناقضات، التي كانت مصدرا لهم النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وغمه أحيانا كثيرة. وكانت عائشة هي السبب المباشر والمحرك في القسم الأعظم منها.
ولا نقول ذلك من عند أنفسنا، وإنما نستند في ذلك إلى ما أثبته