من القياسات، التي تشبه قياس الذين قالوا: إنما البيع مثل الربا " (1).
ولم سلم حرمة سماع صوت الأجنبية، فلا دليل على أن ذلك كان قد شرع حينئذ، فان كثيرا من الاحكام كانت تشرع تدريجا. كما قالوه في الخمر مثلا.
كما أنه لا دليل على وجود من يحرم سماع صوته في المنشدين.
ولو سلم، فلعل لم يكن بالامكان منعهم في ظرف كهذا. أو لا يمكن تبليغهم الحكم الشرعي حينئذ، فسكوت النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " عنهم لعله لمصلحة اقتضت السكوت، ولا يدل ذلك على امضائه لفعلهم ذاك.
3 - ترقيص الأكمام:
وأما ترقيص اكمامه " صلى الله عليه وآله وسلم "، فهو ينافي المروة كما اعترف به فضل بن روزبهان (2).
ويقول العلامة المظفر " رحمه الله ": " إن هذا العمل سفه ظاهر، وخلاعة بينة، ومن أكبر النقص بالرئيس، وأعظم منافيات الحياء والمروة في تلك الأوقات وأشد المباينات للرسالة، لارشاد الخلق، بتهذيبهم عن السفه والنقائص، وتذكيرهم بمقربات الآخرة " (3).
هذا، مع غض النظر عن نواهيه " صلى المته عليه وآله وسلم " القاطعة عن كل لهو وغناء، ورقص وسنشير في ما يلي إلى بعض من ذلك إن شاء الله.
وبعد ما تقدم، فإننا نعرف ما في الاستدلال بالرواية الأخرى حول غناء نساء بني ساعدة، وضربهم بالدفوف حين استقباله.