و: " إنما يخشى الله من عباده العلماء " (1) و: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " (2).
إذن، فليس للعرق، ولا للون، ولا للجاه، ولا للمال، ولا غير ذلك، - أي دور في التفاضل وإعطاء الامتيازات - من أي نوع كانت ولأي كان، وإنما الميزان والمقياس في كل ذلك هو التقوى والتقوى فقط، التي يدعمها الايمان الراسخ، والفكر النير، والوعي الرسالي الرائد، ولأجل ذلك كان على أبي ذر: أن لا يعصي سلمان، الذي بلغ من العلم والمعرفة بحيث لو اطلع أبو ذر على ما في قلب سلمان لقتله (3). وعن الفضل: ما نشأ في الاسلام رجل من كافة الناس كان أفقه من سلمان الفارسي (4).
ولأجل ذلك بالذات، كان لابد من إطاعة أئمة الهدى، الذين هم القمة في العلم والمعرفة، ومن ثم في التقوى، دون غيرهم من المتغلبين الجهلة والطواغيت والجبارين.
4 - أسس العلاقات في المجتمع الجديد:
ويذكر المؤرخون أنه بعد مدة وجيزة من قدومه (ص) المدينة، وعلى رأي البعض: بعد خمسة أشهر (5) كتب " صلى الله عليه وآله " كتابا أو وثيقة بينه وبين اليهود، أقرهم فيها على دينهم وأموالهم، واشترط عليهم: أن لا يعينوا عليه أحدا، وإن دهم أمر فعليهم النصر، كما أن على المسلمين ذلك في المقابل. ولكن سرعان ما نقض اليهود العهد، وعادوا