فأعانوهم ونصروهم على أعدائهم.
كما أنها تعطينا وجوب أن يكون المسلمون يدا واحدة على من سواهم، من دون أن يكون للروابط القبلية أي تأثير في ذلك. ووجوب أن يكون المنطلق لهم في تعاونهم وتوادهم، وتراحمهم، والتأسي في المعاش فيما بينهم، هو الدين والعقيدة. لا الروابط القبلية، أو المصلحية، أو غير ذلك.
ثم هي تعطينا حسن التدبير، ودقة التخطيط الذي اتبعه " صلى الله عليه وآله وسلم " في تلك الظروف الحرجة والعصيبة، فإن مبيت أمير المؤمنين " عليه السلام " هو الذي جعل قريشا تطمئن إلى وجوده " صلى الله عليه وآله وسلم " على فراشه، حينما جاء من أخبر المحيطين بالبيت بأنه " صلى الله عليه وآله وسلم " قد خرج وانطلق لحاجته (1).
أبو طالب في حديث الغار:
وقد جاء في بعض الروايات: أن أبا طالب " عليه السلام "، قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما ائتمروا به: هل تدري ما ائتمروا بك؟ قال: يريدون أن يسجنوني، أو يقتلوني، أو يخرجوني. قال: من حدثك بهذا؟ قال: ربي. قال: نعم الرب ربك الخ (2).
ونقول: إن هذه الرواية لا يمكن أن تصح، لان ائتمارهم به " صلى الله عليه وآله وسلم " قد كان بعد بيعة العقبة الثانية، وقبل الهجرة بقليل.
أي في السنة الثالثة عشرة كل ت البعثة، وأبو طالب قد توفى في السنة العاشرة من البعثة، أي بعد خروج المسلمين من الشعب.