ويوضح ذلك قصة المهدي مع غياث بن إبراهيم، حينما دخل عليه فوجده يلعب بالحمام، فروى له حديث: لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر. وزاد فيه كلمة: " أو جناح "، ارضاء لرغبة المهدي، فامر له المهدي ببدرة، فلما خرج قال المهدي: أشهد أن قفاك قفا كذاب (1).
ولا زلنا نقرأ في كتب التاريخ والأدب العجائب والغرائب حول اهتمام خلفاء بني أمية وبني العباس في أمر الغناء واللهو. وكانوا يعطون المغنين أعظم الجوائز، بالعشرات وبمئات الألوف (2) حتى لقد قال إسحاق الموصلي شيخ المغنين " لو عاش لنا الهادي لبنينا حيطان دورنا بالذهب والفضة (3).
نزول رسول الله " صلى الة عليه واله وسلم " في قباء:
ويقول أهل الحديث والتاريخ: إنه بعد أن استقبل النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ذلك الاستقبال الحافل عدل إلى قباء، ونزل في بني عمرو بن عوف على كلثوم بن الهدم.
وفي ذلك اليوم أصر عليه أبو بكر ليدخل المدينة، فرفض. وأخبره:
أنه لا يريم حتى يقدم عليه ابن عمه، وأخوه في الله، وأحب أهل بيته إليه، الذي وقاه بنفسه، على حد تعبيره " صلى الله عليه وآله وسلم ".