التاريخ الهجري أولا:
إن ضبط الاحداث، والمعاملات، وغير ذلك من الشؤون لهو من الأمور التي لابد منها في قيام أية حضارة تريد أن تهيمن على شعب أو أمة، وتقود مسيرتها نحو الاهداف التي تتوخاها.
فكيف إذا كانت هذه الحضارة تحظى بالرعاية الإلهية، وبرضى الباري جل وعلا، وتريد أن تهيمن على مسيرة الانسانية جمعاء في مختلف الأحوال والشؤون، وعلى مر الأحقاب والقرون ومن هنا، فإنه يصبح من البديهي أن يكون من جملة المبادرات الأولى لنبي الاسلام هو وضع التاريخ. تماما كما كان من أولى اهتماماته بناء المسجد كما سنرى إن شاء الله تعالى..
ولكن ما يؤسف له هو أن ثمة يدا تحاول - أو فقل قد حاولت - التعتيم على هذا الحدث الهام، فكان لابد من بحث هذا الحدث. في الناحية التاريخية، ولسوف يثبت لنا الدليل العلمي بصورة قاطعة أن الرسول الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم " هو الذي وضع هذا التاريخ، وأرخ به في أكثر من مرة، وأكثر من مناسبة.
فإلى ما يلي من مطالب لنعرف:
من هو أول من أرخ بالهجرة النبوية.
فنقول:
يقول المؤرخون: إن أول من أزخ بالهجرة النبوية، هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب. وأكثرهم يذكر: أن اختياره الهجرة مبدأ للتاريخ، كان بإشارة علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه (1).