الطبيعة، وأسرع فيه، حتى صار الناس يسألونه عنه، وعما أثره (1) ولم يكن مجرد شعرات قليلة لا تلفت النظر، ولا يلتفت إليها.
وأما أن أبا بكر كان تاجرا يختلف إلى الشام، فقد تقدم: أنه كان في الجاهلية معلما للأولاد، وبعد ذلك صار خياطا. وكما كان أبو بكر يختلف إلى الشام، فقد كان رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " أيضا يختلف إلى الشام، وكان التعرف عليه أدعى واولى، بملاحظة ما كان له من الشرف والسؤدد في قريش والعرب، وكان له في أهل المدينة قرابة أيضا.
هذا، عدا عما أسلفناه من أن رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " كان يعرض دعوته على القبائل التي تقدم مكة لعدة سنوات.
وأيضا، فان صفات النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " كانت تدل عليه، وقد وصفته أم معبد لزوجها فعرفه. أما أبو بكر، فقد تقدمت صفته عن عائشة وغيرها في بعض الفصول.
وأخيرا، فان ركوب النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وأبي بكر على ناقة واحدة لم نجد له ما يبرره، بعد أن كان لدى كل منهما ناقة تخصه كما تقدم.
رأي العلامة الأميني:
ويرى الأميني قدس سره: أن قضية: أنت أكبر مني وأنا أسن منك تنقل عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " مع سعيد بن يربوع المخزومي، الذي توفي سنة أربع وخمسين عن مئة وعشرين سنة.
ويرى أيضا: أن حجة أبي بكر يوم السقيفة على مخالفيه قد كانت كبر سنه، فحاول محبوه تأييد هذه الدعوى بما ذكرنا من كونه أسن من النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " أكبر