قدرا إلى أن قالت: محفود محشود لا عابس ولا مفند. (ووصف أم معبد له " صلى الله عليه وآله وسلم " معروف ومشهور).
فعرف أبو معبد أنه النبي " صلى الله عليه وآله وسلم ". ثم قصد بعد ذلك رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " إلى المدينة، فآمن هو وأهله (1).
الكرامات الباهرة بعد الظروف القاهرة:
وليس ذلك كله بكثير على النبي الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " وكراماته الظاهرة، ومعجزاته الباهرة، فهو أشرف الخلق وأكرمهم على الله من الأولين والآخرين إلى يوم الدين.
ومن الجهة الثانية: فإن حصول هذه الكرامات بعد مصاعب الهجرة مباشرة إنما يؤكد ما أشرنا إليه سابقا: من أنه قد كان من الممكن أن تتم الهجرة بتدخل من العناية الإلهية. ولكن الله تعالى أبى ان يجري الأمور إلا بأسبابها وليكون هذا الرسول هو الأسوة الحسنة، والقدوة لكل أحد، في مواجهة مشاكل الحياة، وتحمل أعباء الدعوة إلى الله بكل ما فيها من متاعب، ومصاعب وأزمات، فإن للأزمات التي يمر بها الانسان دور رئيس في صنع خصائصه، وبلورتها، وتعريفه بنقاط الضعف التي يعاني منها وهي تبعث فيه حيوية ونشاطا، وتجعله جديا في مواقفه، فإنه إذا كان هدف الله سبحانه هو اعمار هذا الكون بالانسان. فان الانسان الخامل الذي يعتمد على الخوارق والمعجزات لا يمكنه ان يقوم بمهمة الأعمار هذه.