ولعله " صلى الله عليه وآله وسلم " قد قرأ " دميت ولقيت " بفتح ياءيهما، وسكون تاءيهما حتى لا يكون شعرا، لأنه لا يقول الشعر ولا ينبغي له. كما ذكرته الآية الكريمة: " وما علمناه الشعر وما ينبغي له " (1).
إلا أن يكون المراد بها: أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " ليس بشاعر، لا أنه لا يتلفظ بالشعر، ولا يتمثل به، وفي بعض المصادر: أن قائله هو الوليد بن الوليد بن المغيرة، حين فر من المشركين حين هجرته، أو حينما ذهب ليخلص هشام بن العاص وعباس بن ربيعة (2).
وقيل: إن أبا دجانة قال ذلك في غزوة أحد (3).
ولعل الجميع قد قالوا هذا البيت، لكن على سبيل التمثل به.
والتمثل بالشعر شائع عند العرب. وهكذا يتضح أن هذا الشعر إن كان قد قيل في الغار، فإن قائله هو النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " كما في الصحيحين. وقد نسب ذلك إلى أبي بكر، تصنعا وتزلفا ليس إلا، وذلك لا يسمن ولا يغني من جوع.
عمدة فضائل أبي بكر:
ومما يلفت النظر، ويقضي بالعجب: أن تكون صحبة أبي بكر لرسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم "، وكونه معه في الغار، وكبر سنه، هما عمدة ما استدلوا به يوم السقيفة لأحقية أبي بكر بالخلافة دون غيره، فقد قال عمر يوم السقيفة: " من له مثل هذه الثلاث: ثاني اثنين إذ هما في الغار، إذ يقول لصاحبه لا تحزن، إن الله معنا ".