ويدل على ذلك: أن المؤرخين يصرحون في غزوة بدر: أنه (ص):
" كان يخشى ألا تكون الأنصار ترى عليهم نصرته إلا ممن دهمه في المدينة، وليس عليهم أن يسير بهم ". وسيأتي ذلك حين الحديث عن غزوة بدر في الفصل الأول إن شاء الله تعالى.
ب: مسألة الحرب والسلم:
إن مسألة الحرب ليست سهلة بالنسبة إلى المدنيين، وقد كانوا يدركون أنهم هم الذين سوف يتحملون مسؤولياتها، ويضحون فيها بأموالهم وأنفسهم. وهم الذين سوف يواجهون نتائجها وعواقبها على صيد علاقاتهم، وروابطهم الاجتماعية والاقتصادية، وحالتهم السياسية وغيرها، وهي أخطر وأهم مسألة لدى الانسان العربي، لأنها مسالة الدم والثار، والموت والحياة، والسعادة والشقاء.
إذن فلابد فيها من توفر القناعات الكاملة بها من قبلهم أنفسهم، ولابد أن يقرروا هم الدخول فيها وعدمه.
وأما إذا فرضت عليهم فرضا، فلربما يؤدي دخولهم فيها إلى نتائج عكسية، وربما خطيرة جدا، تجر على المسلمين، وعلى مستقبل الاسلام الكثير من الرزايا والبلايا، التي قد تعسر معالجتها، والخروج منها على النحو المرضي والمشرف، والمنسجم مع الهدف الأسمى، والغاية الفضلي.
وهذا هو السر في استشارته (ص) أصحابه في الحرب وشؤونها في بدر وفي أحد، كما سنشير إليه ثمة إن شاء الله تعالى.
ج: ظروف الأنصار الخاصة:
وإذا كان الأنصار في بلدهم، ويعيشون حياة الأمن والدعة - على