ولكن ذلك لا يعني أن الرواية مختلقة من الأساس، فلربما تكون قد حصلت بعد سنوات من الهجرة، بعد نزول سورة الحجرات، وبعد إظهار ابن أبن للاسلام؟ ويكون النزاع قد حصل بين طائفتين من المؤمنين.
وبذلك تكون الرواية الثانية هي الأرجح.
اسلام سلمان المحمدي:
وفي السنة الأولى من الهجرة، ويقال: في جمادى الأولى منها (1) كان إسلام سلمان المحمدي، المعروف بسلمان الفارسي، حشرنا الله معه وفي زمرته، والذي قال النبي (ص) وغير واحد من الأئمة عنه: سلمان منا أهل البيت (2).
وكان سلمان قد هاجر من بلاده في طلب الدين الحق، وتعرض في هجرته تلك إلى المصائب والمصاعب، حتى ابتلي بالرق، وأعتق على يد النبي " صلى الله عليه وآله وسلم ".
وملخص ذلك - على ما ذكره الصنعاني: أنه كان في بلده راهب، فأخذ عنه بعض التعاليم، وعلم أهله بالامر فأخرجوا الراهب من البلد، فخرج معه بالسر عن أهله، فجاء الموصل، فوجد أربعين راهبا، وبعد أشهر ذهب مع أحدهم إلى بيت المقدس، ورأى عبادة الراهب واجتهاده، ثم ضاع عنه، فسأل عنه ركبا من الأنصار، فقالوا: هذا عبد آبق، فأخذوه إلى المدينة، وجعلوه في حائط لهم. وكان الراهب قد أخبره أن نبيا من العرب سيخرج، لا يأكل الصدقة ويأكل الهدية، وبين كتفيه خاتم النبوة،