أبى بكر به، فأخبرهم ان يطلبونه صار معه هنا رجل آخر. واستمروا يقتفون الأثر حتى وصلوا إلى باب الغار، فصرفهم الله عنه، حيث كانت العنكبوت قد نسجت على باب الغار، وباضت في مدخله حمامة وحشية، كما يذكرون، وغير ذلك فاستدلوا من ذلك على أن الغار مهجور، لم يدخله أحد، وإلا لتخرق النسج، وتكسر البيض، ولم تستقر الحمامة الوحشية على بابه (1).
الراحلتان بالثمن:
وأمهل أمير المؤمنين (عليه السلام! إلى الليلة القادمة، فانطلق تحت جنح الظلام، هو وهند بن أبي هالة، حتى دخلا الغار على رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم ". فامر الرسول هندا أن يبتاع له ولصاحبه بعيرين.
فقال أبو بكر: قد كنت أعددت لي ولك يا نبي الله راحلتين ترتحلهما إلى يثرب.
فقال: إني لا آخذهما، ولا أحدهما إلا بالثمن.
قال: فهي لك بذلك.
فأمر عليا " عليه السلام " فأقبضه الثمن (2).
أداء الأمانات:
ثم أوصاه بحفظ ذمته، وأداء أماناته، وكانت قريش، ومن يقدم مكة