الأول أطلق عليه: عام الاذن (1) فراجع.
قال ابن شهرآشوب: " قال الطبري ومجاهد في تاريخيهما: جمع عمر بن الخطاب الناس يسألهم من أي يوم نكتب؟ فقال علي (ع): من يوم هاجر رسول الله ونزل (ترك ظ) أهل الشرك.
فكأنه أشار: أن لا تبتدعوا بدعة، وتؤرخوا كما كانوا يكتبون في زمان رسول الله، لأنه قدم النبي (ص) المدينة في شهر ربيع الأول أمر بالتاريخ، فكانوا يؤرخون بالشهر والشهرين من مقدمه إلى أن تمت له سنة. ذكره التاريخي عن ابن شهاب " (2).
كما أن المجلسي رحمة الله قد قال بهذا القول، ورأى: " أن جعل مبدأ التاريخ من الهجرة مأخوذ من جبرئيل (ع) ومستند إلى الوحي السماوي، ومنسوب إلى الخبر النبوي " (3).
كلام السهيلي:
أما السهيلي، فهو يصر على أن التاريخ الهجري قد نزل به القرآن، ويقول ما ملخصه: إن اتفاق الصحابة على جعل الهجرة مبدأ للتاريخ، إن كان مستندا إلى استفادتهم ذلك من القرآن، فنعم الاستفادة هي، وذلك هو الظن بهم. وإن كان اجتهادا ورأيا منهم، فهو أيضا نعم الاجتهاد والرأي، أشار القرآن إلى صحته من قبل أن يفعلوا.
فإن قوله تعالى: " لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن