واما انصرافهم عنه، بعد ظهور الامر، فهو إما خوفا منه، بعد أن رأوا ما فعله بخالد، واما من أجل توفير الفرصة للبحث عن غريمهم الأصلي والاهم بالنسبة إليهم.
بقي هنا سؤال:
وهو أنه إذا كان علي عليه السلام " يعلم بأن حديث الدار يدل على أنه " عليه السلام " لن يقتل في هذه الحادثة، بل هو سوف يعيش إلى ما بعد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " ليكون وصيه وخليفته من بعده، فلا تبقى له فضيلة في مبيته على فراش النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ليلة الهجرة.
والجواب:
أولا: إن ذلك لا يمنع من حصول البداء في هذا الامر حسبما أشرنا إليه في أوائل هذا الكتاب.
ثانيا: إن ذلك لا يمنع من تعرضه " عليه السلام " للجراح وقطع الأعضاء والأسر والتعذيب البالغ. وهو أمر يتجنبه ويخشاه الناس وسيأتي بعد صفحات ما يؤيد الجواب الأول وأنه " عليه السلام " قد كان موطنا نفسه على القتل والأسر ومعنى ذلك هو أنه كان لا يقطع بالبقاء إلى ما بعد وفاة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، لأجل امكانية حصول البداء في هذا الامر لما قلنا.
قريش والمبيت:
ويقول البعض أيضا: " إن هذا الذي كان من علي ليلة الهجرة في تحديه لقريش هذا التحدي السافر، وفي استخفافه بها، وقيامه بينها ثلاثة أيام يغدو ويروح إن ذلك لا تنساه قريش لعلي أبدا.
ولولا أنها وجدت في قتله يومئذ إثارة فتنة تمزق وحدتها، وتشتت