والخلاصة:
إن ذلك لمما يساعد على تربية الانسان وتكامله في عملية إعداده ليكون عنصرا فاعلا وبانيا ومؤثرا، لا منفعلا ومتأثرا وحسب. إلى غير ذلك مما يمكن استفادته من الاحداث الانفة الذكر.
هجرة أمير المؤمنين " عليه السلام ":
واستمر رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " في هجرته المباركة حتى قرب من المدينة، فنزل بادئ ذي بدء في قباء في بيت عمرو بن عوف، فأراده، أبو بكر على دخول المدينة، وألاصه فأبى، وقال: ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن أمي، وأخي، وابنتي، يعني عليا وفاطمة " عليهما ا لسلام " (1).
فلما أمسى فارقه أبو بكر، ودخل المدينة، ونزل على بعض الأنصار، وبقي رسول الله بقباء، نازلا على كلثوم بن الهدم (2) ثم كتب رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " إلى أخيه علي " عليه السلام " كتابا يأمره بالمسير إليه، وقلة التلوم، وأرسل الكتاب مع أبي واقد الليثي.
فلما أتاه كتاب النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " تهيأ للخروج والهجرة، فأعلم من كان معه من ضعفاء المؤمنين، وأمرهم أن يتسللوا، ويتخففوا تحت جنح الليل إلى ذي طوى، وخرج " عليه السلام " بفاطمة