دافع عنده، يصنعون به ما يريدون، إما أن يكونوا أجهل البرية كلها، أو يكون العثمانية أكذب جيل في الأرض، وأوقحه وجها. وهذا مما لم يذكر في سيرة، ولا روي في أثر، ولا سمع به بشر، ولا سبق الجاحظ به أحد (1).
ونزيد نحن هنا: انه إذا كانت قبيلته قد منعته أولا كما يقولون، فلماذا تخلت عنه الان؟ وإذا كان أبو بكر من أذل بيت في قريش، كما سبق بيانه حين الكلام على هجرته إلى الحبشة، تحت عنوان: هل كان أبو بكر رئيسا، فلماذا تبذل فيه قريش مئة بعير، كما تبذل في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه؟. ولما ذا لم تضع عليه الأرصاد والعيون، ولم ترسل إليه فتبيته، كما أرادت أن تبيت النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "؟
ولماذا تبذل في أبي بكر هذا المقدار، مع أن الذي فوت عليها ظفرها بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " - وهو علي - آمن فيما بينهم يغدو ويروح، ولا من يعترض ولا من يتكلم.
ولكن الحقيقة هي: أن الهدف من ذلك هو الارتفاع بابي بكر ليساوي الرسول الأعظم منزلة وخطرا، فضلا عن أن يذهب بكل آثار مبيت أمير المؤمنين على الفراش، حتى لا يلتفت إليه، ولا يهتم به أحد في قبال عظمة وخطر أبي بكر؟!.
الانتظار إلى الصباح:
وأما لماذا انتظر المشركون إلى الصباح في ليلة الغار، فقيل إنهم أرادوا أن يقتحموا عليه الجدار، فصاحت امرأة من الدار، فقال بعضهم لبعض: إنها لسبة في العرب: أن يتحدث عنا: أنا تسورنا الحيطان على بنات العم (2).