الموارد المختلفة، في بدر وأحد وغيرهما، كان أصحابه يتكلمون بما شاءوا، ولم يكن علي " عليه السلام " يبدي رأيا، ولا يقدم بين يدي الله ورسوله بشئ أصلا، إلا ما روي في شأن الإفك على مارية، حيث أشار " عليه السلام " بطلاق عائشة ليكون ذلك بمثابة إنذار لها، لترتدع عن مواقفها وأعمالها، وتكف عن أذى رسول الله وأزواجه.
8 - وأخيرا، لماذا يغضب ويعتب؟ أليس قد آخاه بنفسه قبل الهجرة؟!. ثم هو لم يزل يؤكد على أخوته له، كلما اقتضت المناسبة ذلك.
وعلى كل حال، فنحن لن نكذب النبي (ص)، والقرآن، ونصدق هؤلاء، فنحن نذر هذه الترهات لهم، تدغدغ أحلامهم، ولرضي حقدهم على علي وأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
لماذا الوضع والاختلاق:
ولعل سر وضع هذه الترهات هو:
1 - أنهم يريدون أن يظهروا أنه قد كان في بيت علي " عليه السلام " من التناقضات والمخالفات مثل ذلك الذي كان في بيت النبي (ص) نفسه، مما كانت تصنعه بعض زوجاته " صلى الله عليه وآله " وليمكن - من ثم - أن يقال: إن ذلك أمر طبيعي، ومألوف، وهو من مقتضيات الحياة الزوجية، فلا غضاضة فيه على أحد، ولا موجب للطعن والاشكال على أي كان، فزوجة النبي تتصرف كما كانت تتصرف بنت النبي (ص).
وكما كانت عائشة تغضب النبي (ص)، فإن فاطمة كانت تغضب عليا، وكانت خشنة معه.
2 - ومن الجهة الثانية فكما أن قوله (ص) من أغضبها (أي فاطمة) فقد أغضبني، ينطبق على فلان وفلان، فإنه ينطبق على ملي نفسه، إذن