منه، وأن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " كان شابا، بل غلاما، لا يعرف!! وأبو بكر كان شيخا يعرف!! (1) النفاق في مكة:
وقبل أن نبدأ الحديث عما بعد الهجرة نرى أن من المناسب الإشارة إلى أمر يرتبط بالحياة المكية. والحكم على بعض الظواهر فيها، مع إرتباط له وثيق أيضا بالحياة في المدينة بعد الهجرة، وهو موضوع: هل كان يوجد في من أسلم قبل الهجرة من المكيين منافقون يبطنون خلاف ما يظهرون أم لم يكن؟!
وهل كانت أجواء مكة صالحة لظهور أشخاص من هذا القبيل يعتنقون الاسلام ويبطنون الكفر، أم لا؟!.
يقول العلامة الطباطبائي، ما مفاده:
إنه ربما يقول البعض: لا، لم يكن في مكة منافقون، إذ لم يكن للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ولا للمسلمين قوة ولا نفوذ، يجعل الناس يهابونهم، ويتقونهم. أو يرجون منهم نفعا ماديا، أو معنويا من نوع ما فلماذا إذن يتقربون لهم ويتزلفون، ولماذا يظهرون لهم الاسلام، مع انطوائهم على خلافه؟.
بل كان المسلمون في مكة ضعفاء مضطهدين، معذبين؟ فالمناسب أن يتقي المتقي - رغبا أو رهبا - من صناديد قريش وعظمائها، لا منهم.
وأما في المدينة فقد قوي أمر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وظهر أمر المسلمين، وأصبحوا قوة يمكنها الدفع والمنع، وكان له " صلى الله عليه وآله وسلم " في كل بيت أتباع وأنصار يطيعون أوامره، ويفدونه بكل غال ونفيس. والقلة القليلة الباقية لم يكن يسعهم الاعلان بالخلاف،