الأول: الموادعات والتحالفات:
فقد نتج عن تلك السرايا مهادنات وموادعات، وتحالفات على النصر ضد العدو، بين المسلمين، وبين كثير من القبائل المتواجدة في المنطقة، حينما شعرت تلك القبائل بقوة المسلمين، وقدرتهم على التحرك، وبتصميمهم على مواجهة حتى قريش بالحرب.
ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه المعاهدات والتحالفات تخوف ورعب في قلوب سائر القبائل القريبة من المدينة، بحيث لابد لتلك القبائل من التفكير مليا قبل أن تقدم على أي عمل ضد المدينة مباشرة، أو بواسطة التحالف مع أعداء المسلمين.
وذلك لأنها ترى بالفعل: أن ثمة قوة ضاربة، لابد من صياغة التعامل معها بحيث لا يضر بمستقبل مصالحها في المنطقة.
وبهذا يتحقق للمدينة نوع من الشعور بالأمن والاستقرار. ويمكن المسلمين - من ثم - من أن يتحركوا بحرية أكثر، في مواجهاتهم لقريش، ومناهضاتهم لها. وهوما ظهر في حرب بدر، وبعدها.
كما أن هذه الموادعات والتحالفات كانت بمثابة صدمات نفسية، بل هي صفعات مؤلمة لقريش، التي ترى الآن كيف أن المسلمين قد أصبحوا قوة يرهب جانبها، ويسعى الكثيرون إلى عقد التحالفات الدفاعية معها. وعلى الأخص من القبائل التي تقع على طريق تجارة مكة، وكانت تعتبرها قريش سندا وعونا لها، كلما أهمها أمر، أو تعرضت لخطر.
أضف إلى ذلك كله، أنه لم يعد باستطاعة قريش أن تعقد تحالفات مع تلكم القبائل القريبة من المدينة، وتتخذ منها قوة ضاغطة على المدينة، ووسيلة لمضايقتها.
الثاني: مضايقه قريش:
إن هذه السرايا كانت تهدف إلى الضغط على قريش اقتصاديا،