9 - " ونقل السيوطي عن مجموعة بخط ابن القماح ذكر فيها: أن ابن الصلاح قال: ذكر أبو طاهر، محمد بن محمش الزيادي في تاريخ الشروط: أن رسول الله (ص) أرخ بالهجرة حين كتب الكتاب لنصارى نجران وأمر عليا أن يكتب فيه: أنه كتب لخمس من الهجرة. قال:
فالمؤرخ بهذا إذن رسول الله (ص)، وعمر تبعه في ذلك " (1).
وقال السيد عباس المكي: " التاريخ سنة ماضية، وطريقة راضية، أمر بها رسول الله (ص) حين كتب إلى نصارى نجران، فامر عليا (رضي الله عنه): أن يكتب فيه: (كتب لخمس من الهجرة ") (2). ثم نقل رواية ابن شهاب المتقدمة. وقال السخاوي: " فإن ثبت، فيكون عمر متبعا، لا مبتكرا " (3).
وقال السيوطي أيضا: " وقد يقال: هذا صريح في أنه يقال: أرخ سنة خمس. والحديث الأول (يعني رواية الزهري المتقدمة) فيه: أنه أرخ يوم قدوم المدينة. ويجاب: بأنه لا منافاة، فإن الظرف وهو قوله: (يوم قدم المدينة) ليس متعلقا بالفعل وهو أمر، بل بالمصدر وهو (التاريخ)، أي أمر بان يؤرخ بذلك اليوم، لا أن الامر كان في ذلك اليوم " (4). هذا كلام السيوطي.
ولكن ثمة جواب أوضح وأظهر، وهو أنه (ص) قد أمر بالتاريخ من أول قدومه، وجعل مبدأه أول ربيع الأول، واستعمله النبي (ص) نفسه حين كتب لنصارى نجران في سنة خمس.