وهكذا سائر الآيات، كما لا يخفى على من لاحظها.
فالآيات على حد قوله تعالى: أولا تذهب نفسك عليهم حسرات " (1) فهو حزن حسن منه " صلى الله عليه وآله وسلم "، وهو يدل على كمال صفاته، وسجاحة أخلاقه. صلوات الله عليه وآله الطاهرين.
أضف إلى كل ما تقدم: اننا لو لم نعرف واقع حزن أبي بكر، فإننا لا يمكن أن نقيسه على حزن النبي المعصوم، بل علينا أن نأخذ بظاهر النهي، وهو التحريم، ولا يعدل عن ظاهره إلا بدليل.
سؤال يحتاج إلى جواب:
وإذا كان أبو بكر يحزن مع ما يرى من الآيات والمعجزات، ولا يصبر لينال أجر الصابرين الموقنين، فكيف تكون حالته لو أراد أن ينام في مكان أمير المؤمنين علي " عليه السلام " في تلك الليلة المهولة؟! وهل من الممكن أن لا يضعف وينهار أمام كيد قريش، ويستسلم لجبروتها في اللحظات العسيرة. ولتنقلب من ثم مجريات الأمور رأسا على عقب؟.
هذا السؤال يطرح نفسه، وربما لا، ولن يجد الجواب الكافي والشافي في المستقبل القريب على الأقل.
سؤال آخر: وهو أنه هل يمكن أن نصدق بعد هذا ما يدعى من أشجعية أبي بكر بالنسبة لسائر الصحابة؟!
وسيأتي إن شاء الله تعالى حين الكلام على غزوة بدر، بعض ما يرتبط بهذا السؤال الثاني، فإلى هناك.
تحير أبي بكر في حراسته للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم ":
ويقولون: إن أبا بكر كان في الطريق إلى الغار - تارة يمشي أمام