ملاحظة هامة على ما تقدم:
هذا، ويلاحظ العلامة الطباطبائي أخيرا: أننا لم نزل نسمع ذكرا للمنافقين إلى حين وفاة الرسول الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " وقد تخلف عنه " صلى الله عليه وآله وسلم " في تبوك أكثر من ثمانين منهم، وانخذل ابن أبي في أحد في ثلاثمئة. ثم انقطعت أخبارهم عنا مباشرة، ولم نعد نسمع عن دسائسهم، ومكرهم، ومكائدهم للاسلام وللمسلمين شيئا، فهل انقلبوا بأجمعهم - بمجرد وفاته " صلى الله عليه وآله وسلم " - عدولا أتقياء وأبرارا أوفياء؟!
وإذا كان كذلك، فهل كان وجود النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " فيما بينهم مانعا لهم من الايمان، وهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين؟!
نعوذ بالله من التفوه بالعظائم، وبما يسخط الرب. أم أنهم ماتوا بأجمعهم، وهم يعدون بالمئات بمجرد موته " صلى الله عليه وآله وسلم "؟ وكيف لم ينقل لنا التاريخ ذلك؟!
أم أنهم وجدوا في الحكم الجديد ما يوافق هوى نفوسهم، ويتلاءم مع أهوائهم، ومصالحهم؟!
أم ماذا؟! ما هي الحقيقة؟!
لست أدري! ولعل الذكي يدري.