وبعد ما تقدم نعرف: أن لقب " الصديق " خاص بالامام علي " عليه السلام "، ولا يمكن اثباته لغيره.
هذا وقد ذكر العلامة الأميني روايات تدل على أن الصديق هو أبو بكر، ثم فندها بما لا يدع مجالا للشك في كذبها وافتعالها، حيث حكم كبار النقاد والحفاظ عليها بالوضع والكذب من أمثال: الذهبي، والخطيب، وابن حبا ن، والسيوطي، والفيروز آبادي، والعجلوني، ومن أراد أن يقف على ذلك، فعليه بالرجوع إلى كتاب الغدير، فإن فيه ما ينقع الغلة، ويزيح الشبهة.
متى كان وضع هذه الألقاب:
والظاهر أن سرقة هذا اللقب، وغيره من الألقاب، قد حصلت في وقت متقدم، حتى اضطر الامام أمير المؤمنين " عليه السلام " إلى الاعلان على منبر البصرة: (1) أنه " عليه السلام " هو الصديق الأكبر، وليس أبا بكر، وأن كل من يدعي هذا اللقب لنفسه فهو كذاب مفتر. وقد كرر " عليه السلام " ذلك كثيرا.
ولكن السياسة التي حكمت الأمة، وهيمنت على فكرها واتجاهاتها استطاعت أن تحتفظ بهذه الألقاب لمن تريد الاحتفاظ لهم بها، ولم يكن ثمة أية قوة تستطيع أن ترد أو أن تمنع، أو حتى أن تعترض ولو بشكل سلمي بحت. لا سيما وأن وضع مثل هذه الأمور قد تم وحصل على أيدي علماء من وعاظ السلاطين.
الراحلتان:
ويقولون: إنه بعد أن بدأ المسلمون بالهجرة إلى المدينة، وأخبر