وغيرهم، وما قتلوه في حروبهم، وارتكبوه مع خصومهم، فهو تجن ظاهر على الاسلام، إذ لا يتحمل الاسلام المسؤولية عن أفعال المنحرفين عنه، فإن تصرفات المنحرفين شئ، والاسلام شئ آخر.
2 - حيث لابد في الحرب:
إننا إذا أردنا دراسة الحروب التي خاضها الرسول الأكرم (ص) ضد المشركين، فإننا نستطيع أن نجمل الكلام فيها على النحو التالي:
ألف: إن شخصية الانسان وملكاته، وسجاياه، ومختلف جهات تكوينه النفسي، والفكري، والعاطفي وغير ذلك - تتكون عادة في الأكثر بعد غض النظر عن عامل الوراثة وغيره من العوامل - من المحيط الذي يعيش فيه، ومن الأفكار التي يتلقاها عن طريق والديه، ومعلمه، وصديقه إلخ، بما في ذلك المفاهيم والقيم الدينية.
فقد ينشأ خوارا جبانا إذا كان الذين أشرفوا على تربيته يستعملون معه أسلوب الارعاب والتخويف. وقد ينشأ شجاعا مقداما، إذا كان التعامل معه على خلاف ذلك.
كما أن من يلقى حنانا وعناية فائقة في صغره، يكون في تكوينه النفسي مختلفا تماما عن ذلك الذي يواجه بالجفاء والقسوة، حتى ولو عاشا في بيت واحد، وكانا أخوين توأمين.
بل وأكثر من ذلك، فإن هذه الصور الذهنية التي يتلقاها الانسان عن طريق الحواس، تمثل مصدرا هاما من مصادر المعرفة له، فلو فرضنا توأمين يعيشان معا ويتلقيان نفس المعاملة، ولنفرض أن هذا التوافق مستمر في مجال التعليم، والتربية، والظروف المعيشية وغير ذلك، فإننا مع ذلك لسوف نجدهما مختلفين بوضوح في أفكارهما، ونفسيتيهما، وعواطفهما وغير ذلك، وذلك بسبب اختلاف الصور التي تلقاها ذهنهما، وكونت