المخاطر والأهوال، أعزل من كل شئ إلا من ايمانه، وثقته بربه، وحرصه على سلامة القائد، كما حدث لعلي " عليه السلام "، حينما عرض عليه ابن عمه محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " أمر المبيت على فراشه، ليتمكن هو من الفرار، والتخلص من مؤامرة قريش، فهذا ما لم يحدث في تاريخ البطولات، وما لم يعرف من أحد في تاريخ المغامرات، في سبيل المبدأ والعقيدة ".
ويقول: ولم يكن مبيت علي ليلة الهجرة هي المرة الأولى؟ فلقد كان أبو طالب في أيام الحصار في الشعب ينيم عليا على فراش النبي، حتى إذا حصلت حادثة اغتيال، كان في علي دون النبي، ولم يكن ليمانع في ذلك أبدأ بل كان يقدم عليه برضا نفس، وطيبة خاطر (1) ".
المبيت، والخلافة:
والغريب هنا: أن نجد أحد من عرف بنصبه، وبالعداء لشيعة علي 9 عليه السلام أ ومحبيه، يضطر لان يعترف بأن قضية مبيته " عليه السلام ا على فراش النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ليلة الهجرة، من الإشارات الواضحة إلى خلافته، فيقول:
أهذا الذي كان من علي في ليلة الهجرة، إذا نظر إليه في مجرى الاحداث التي عرضت للإمام علي في حياته بعد تلك الليلة، فإنه يرفع لعيني الناظر إمارات واضحة، وإشارات دالة على أن هذا التدبير الذي كان في تلك الليلة لم يكن عارضا بالإضافة إلى علي، بل هو عن حكمة لها آثارها ومعقباتها، فلنا أن نسأل:
أكان لالباس الرسول اصلى الله عليه وآله وسلم، شخصيته لعلي تلك الليلة ما يوحي بأن هناك جامعة تجمع بين الرسول وبين علي أكثر من