في المسجد طيلة هذه المدة والأنصار والمهاجرون يعملون في البناء بجد واجتهاد، وهو (ص) يعمل معهم.
أما سائر المهاجرين، فقد تنافس فيهم الأنصار، حتى افترقوا عليهم بالسهمان (1).
ابن سلام والاسلام:
ويقول المؤرخون وأهل الحديث من غير مدرسة أهل البيت " عليهم السلام ": إن عبد الله بن سلام اليهودي لما سمع الضجة، حين قدوم رسول الله " صلى الله عليه وآله " المدينة، أسرع إليه، فلما رآه وسمع كلامه، عرف أن وجهه ليس بوجه كذاب (2).
ويقولون أيضا: إنه سأله حينئذ ثلاث مسائل لا يعلمها إلا نبي، فأجابه (ص) عنها، فأسلم. ثم طلب من النبي (ص) أن يسال اليهود عنه قبل أن يعلموا بإسلامه، فسألهم عنه، فقالوا: خيرنا وابن خيرنا، وأفضلنا وابن أفضلنا، فلما علموا بإسلامه، قالوا: شرنا وابن شرنا (3).
ويقولون أيضا: إن عبد الله بن سلام هذا هو الذي أنزل الله تعالى فيه " وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله، فامن واستكبرتم " (4).