الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٤ - الصفحة ٣٠٢
مناقشة وردها:
لكن البعض قد سجل تحفظا هنا، فقال: إنه يغلب على ظنه أن تكون قصة جعفر، وملك الحبشة موضوعة، بدليل ذكر الصيام فيها، وهو لم يشرع إلا بعد الهجرة إلى الحبشة (1).
ولكن هذا التحفظ لا اعتبار به، إذ لماذا لا يكون نفس كلام جعفر هذا دليلا على تشريع الصيام في مكة؟!.
يضاف إليه قول القمي، والحلبي المتقدمين: إلا أن يكون مراده بتحفظه المسجل خصوص صيام شهر رمضان، فلا مجال حينئذ للاعتراض عليه بكلام الحلبي والقمي رحمه الله.
لكن مما يدل على أن شهر رمضان قد فرض في مكة:
أنه لما أسلم عمرو بن مرة الجهني، وأرسله (مر) إلى قومه، قال لهم: " إني رسول من رسول الله إليكم: أدعوكم إلى الجنة، وأحذركم من النار، وآمركم بحقن الدماء، وصلة الأرحام، وعبادة الله، ورفض الأصنام، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، شهر من اثني عشر شهرا، فمن أجاب فله الجنة " وكان ذلك في أول بعثة النبي اصلى الله عليه وآله " (2).
هذا، ولابد من الإشارة هنا إلى أن الصوم كان مشرعا في الأمم السالفة، فقد قال تعالى: " كتب عليكم الصيام، كما كتب على الذين من

(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٣٢ و ١٣٦، تفسير ابن كثير ج ١ ص ٢١٣ وراجع ص ٢١٤.
(٢) البداية والنهاية ج ٢ ص ٢٥٢ عن أبي نعيم، ومجمع الزوائد ج ٨ ص ٢٤٤ عن الطبراني، وحياة الصحابة ج ١ ص ١٩١ عنهما، وعن كنز العمال ج ٧ ص ٦٤ عن الروياني، وابن عساكر.
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست