فكما أغضب أبو بكر فاطمة فقد أغضبها علي أيضا، وتكون واحدة بواحدة، فلا يكون ذلك موجبا للاشكال على أولئك دونه " عليه السلام ".
3 - بل إنهم يريدون بذلك أن يظهروا عليا " عليه السلام " بصورة الرجل الذي لم يكن مرضيا من فاطمة، وقد تزوجته بدون رضى منها. ولعل قبول النبي (ص) بتزويجه قد كان لأجل دفع غائلته وشره، وبذلك يسلبون عنه فضيلة الصهر للنبي (ص).
قيمة هذه الكنية:
لقد علل ابن عباس تسمية علي " عليه السلام " بأبي تراب، بأنه " عليه السلام " صاحب الأرض، وحجة الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها، وإليه سكونها. ولقد سمعت رسول الله (ص) يقول: إنه إذا كان يوم القيامة، ورأى الكافر ما أعد الله لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة، قال: يا ليتني كنت ترابا، أي يا ليتني كنت من شيعة علي (1).
يضاف إلى ذلك: أن الامام عليا " عليه السلام " الذي كان يعتز بهذه الكنية، كان لا يعتبر الدنيا هدفا له، يعيش من أجله وفي سبيله، وإنما يعتبرها وسيلة إلى هدفه الأسمى، وغايته الفضلي. وإذا رأى نفسه يتصرف منسجما مع هدفه، و مع نظرته، فإنه سوف يرتاح، وينشرح لذلك، فكانت هذه الكنية من النبي (ص) له بمثابة إعلام له: بأنه سوف يبقى في مواقفه وتصرفاته محتفظا بالخط المنسجم مع أهدافه، وأنه لسوف يبقى مستمرا في وضعه للدنيا في موضعها الذي يليق بها، ولن تغره بزبارجها وبهارجها، ولن يبتلي بالتناقض بين مواقفه و تصرفاته، وبين ما يدعي أنه هدف له. فمن أجل ذلك كانت هذه الكنية أحب كناه إليه " عليه السلام ".
وأما الأمويون، الذين كانوا يعيرونه (ع) بها، فقد كان موقفهم أيضا