قال العلامة المجلسي: " والعلة الواقعية في ذلك، يمكن أن تكون ما ذكر من أنها مبدأ ظهور غلبة الاسلام والمسلمين، ومفتتح ظهور شرائع الدين، وتخلص المؤمنين من أسر المشركين، وسائر ما جرى بعد الهجرة من تأسيس قواعد الدين المبين " (1).
نقول ذلك للأمم الاسلامية جمعاء وللعرب على الخصوص، فإننا حتى لو تنزلنا عن ذلك من حيث الدين، فإن عليهم أن يلتزموا به بما أنهم عرب. وأذكرهم هنا بالكلمة القوية التي أطلقها الحسين سيد الشهداء (ع) حينما قال: " إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحرارا في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم، إن كنتم عربا كما تزعمون " (2).
نسأل الله أن يعيد إليهم صوابهم، ويجعلهم يسترشدون بعقولهم وضمائرهم.
وإذا كانوا يقلدون غيرهم في كل شئ تحت ظل مثل تلكم الشعارات، فليقلدوهم في هذه النقطة أيضا، أي في عدم التنازل عن الخصائص الخيرة، والتراث العظيم، ثم الاستجداء من الآخرين والأخذ منهم ما قد يكون - بل هو كائن فعلا - ضرره أكثر من نفعه.
" قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ".
بناء مسجد المدينة:
واشترى النبي (ص) - أو وهب له - موضع المسجد، الذي يقال:
إنه كان مربدا ليتيمين من الخزرج، كانا في حجر أسعد بن زرارة، أو غيره اشتراه - على ما قيل - بعشرة دنانير.