فقال عبد الملك: والله ما أقدر على غير ذلك، فدعونا من ذكرهم.
فأسكت القوم (1).
ولكن ما ذكره قبيصة من أن أول من حرمهم هو معاوية في غير محله، فقد بدأ حرمانهم من زمن عمر بن الخطاب كما يظهر مما تقدم، بل ومن زمن أبي بكر، وليس تحقيق ذلك محط نظرنا الآن.
وعلى كل حال، فقد قال رجل من الأنصار:
ويل أمها أمة لو أن قائدها * يتلو الكتاب، ويخشى العار والنارا اما قريش فلم نسمع بمثلهم * غدرا وأقبح في الاسلام آثارا ضلوا سوى عصبة حاطوا نبيهم * بالعرف عرفا وبالانكار إنكارا (2) وقال بعض الأنصار أيضا:
دعاها إلى حرماننا وجفائنا * تذكر قتلى في القليب تكبكبوا فإن يغضب الأبناء من قتل من مضى * فوالله ما جئنا قبيحا فتعتبوا (3) ويقول آخر:
وخبرتمونا: أنما الأمر بيننا * خلاف رسول الله يوم التشاجر فهلا وزيرا واحدا تحسبونه * إذا ما عددنا منكم ألف آمر (4) ح: تأكيد النبي (ص) على بر الأنصار:
ولم يكن بغض الأمويين وقريش للأنصار فقط لأجل الدماء