المسيح شائعا أو معروفا في عصره لم يعدل عنه. ويظهر من كلام السخاوي المتقدم، والمتوفي سنة 902 ه أن التاريخ بميلاد المسيح لم يكن متداولا إلى أوائل القرن العاشر الهجري.
وها نحن نرى العديد من الدول التي تطلق على نفسها اسم الاسلام، قد اتخذت هذا التاريخ المسيحي، لا الفارسي ولا الرومي اللذين سبق أن اقترحا على الصحابة في الصدر الأول.
نعم، لقد اعتمدوا التاريخ المسيحي، بدعوى الحضارة والتقدمية، وما إلى ذلك من شعارات، وتركوا ما هو مصدر عزتهم، وما عليه يقوم تاريخهم وتراثهم، كما تنازلوا عن الكثير الكثير مما هو أعظم وأهم، والتنازل عنه أخطر، وأدهى.
ملاحظة: قيل لأبي عبد الله (ع) فيما روي: إن النصارى يقولون:
إن ليلة الميلاد في أربعة وعشرين من كانون؟ فقال: كذبوا، بل في النصف من حزيران، ويستوى الليل والنهار في النصف من آذار (1).
دعوة مخلصة:
فنحن ندعو الأمم الاسلامية إلى اعتماد التاريخ الهجري القمري في تقاويمهم وتواريخهم، لأن ذلك يصل ماضيهم بحاضرهم، وبذكرهم بسر مجدهم وعزتهم، وهو هذا الدين الذي اختاره الله لهم وللإنسانية جمعاء.
مضافا إلى أنه لو كان المفروض جعل أعظم الحوادث مبدأ للتاريخ، فأي حادثة أعظم من ظهور نبي الاسلام، وما تلا ذلك من الحوادث العظام؟.