الجزء الثاني من هذا الكتاب.
الثاني: إن هذه المشاركة قد روعي فيها عنصر الحفاظ على الجو الخاص بالمرأة، بعيدا عن أجواء الإثارة التي لابد وأن تترك آثارها السلبية على المجتمع، نتيجة للاختلاط، وعدم التحفظ، الذي ينشأ عن عملهن نهارا في مرأى ومسمع من الرجال الأجانب.
مشاركة النبي (ص) في بناء المسجد:
ولقد كان المسلمون قادرين على القيام بمهمة بناء المسجد، ولم تكن ثقة حاجة مادية لمشاركته (ص)، ولكنه (ص) قد آثر المشاركة في عملية البناء، الأمر الذي أثار الحماس لدى المسلمين، فاندفعوا يعملون بجد ونشاط، وكان نشيدهم:
لئن قعدنا والنبي يعمل لذاك منا العمل المضلل كما أن هذه المشاركة قد أعطت قيمة خاصة للعمل، وعبرت عن مدى إرتباط النبي (ص) به وحبه له. وفوق ذلك، فإنه قد بين بذلك الخط العام لشخصية القائد في الاسلام، وأنه يجب أن يكون شعوره بالمسؤولية تجاه العمل يتعدى حدود إصدار الأوامر إلى الآخرين، ولا سيما إذا كان ذلك يرتبط بالهدف الأقصى، والمصلحة العليا للاسلام وللمسلمين.
ثم إنه كان يريد أن يكون ذلك الانسان المتواضع المحبب للناس، الألوف لهم، ويكون معهم كأحدهم، فلا يستعلي عليهم، ولا يحتجب عنهم، وليكون ذلك هو الدرس العملي لمن يعاصره (ص) من أصحاب النفوذ، وتأديبا لمن يأتي بعده من حكام وخلفاء وغيرهم.
جماعة خاصة بالنساء:
ويقولون: إنه كان للنساء جماعة خاصة بهم، فكان الرجال يصلون