وإنه من خرج آمن، ومن قعد آمن بالمدينة، إلا من ظلم وأثم.
وإن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله (ص) (1).
كانت تلك هي الوثيقة الهامة التي لم يهتم بشأنها المؤرخون، وأهمل دراستها وتمحيصها الكتاب والباحثون، نوجه إليها أنظار الطامحين إلى البحث والتدقيق والتمحيص. ونأمل أن تحظى منهم بما يليق بها من اهتمام والله هو الموفق والمسدد. ونحن بدورنا نسجل هنا بعض النقاط، على أمل التوفيق لدراسة هذه الوثيقة بصورة أعمق وأدق وأشمل، فنقول:
وثيقة أم وثائق؟!:
قد أورد المؤرخون هذه الوثيقة بعنوان أنها عقد ينظم العلاقة فيما بين المهاجرين والأنصار من جهة، وبينهم وبين اليهود من جهة أخرى.
وقد حاول البعض أن يدعي: أنها ليست وثيقة واحدة، وإنما هي عبارة عن سلسلة وثائق ومعاهدات منفصلة، وقد ضم بعضها إلى بعض، وإن ذلك جرى على مرحلتين:
إحداهما: تم بموجبها توحيد وتجميع العناصر المختلفة من القبائل العربية تحت قيادة الرسول في المدينة.
والثانية: قد استغلت قوة هذا التجمع القبلي وتكاتفه للضغط على يهود المدينة لكسب تعاونهم في مواجهة أي ضغط خارجي.
وليس من الضروري أن يكون قد تم تنظيم الاتفاقيات في لحظة واحدة، فقد كانت هناك أطوار مختلفة في المرحلتين، اقتضت إضافة مواد