ويمكن تأييد دخوله للمدينة في أول ربيع الأول بما تقدم من كتابة علي (ع) في كتابه: " منذ ولج رسول الله (ص) المدينة ". ولكن هناك ما يؤيد الرأي الاخر أيضا، وهو إشارته (ع) بان يجعل مبدأ التاريخ: منذ ترك الرسول (ص) أرض الشرك أو منذ هاجر. إلا أن يدعى الاجمال في هذه الفقرة، لأنهم كانوا في صدد تعيين السنة التي يبدأون بها، فلا تصادم ظهور الفقرة الأولى فيما قلناه.
المهم في الامر هنا: أن الهجرة كانت في أول ربيع الأول، فإذا أضفنا إلى ذلك ما تقدم عن مالك، والأصمعي، وكذلك ما رواه الزهري واستظهرناه من علي (ع): من أن أول السنة الاسلامية كان ربيع الأول، فإننا سوف نطمئن إلى أن التاريخ كان قد وضع قبل زمان عمر، الذي جعل أول السنة شهر محرم، بدلا من ربيع الأول. فهذا التغيير من عمر يدل على أنه ليس هو أول من وضع التاريخ الهجري. ويؤيد ذلك: أن بعض الصحابة كانوا يعدون بالأشهر من مهاجره (ص) الذي هو شهر ربيع الأول إلى أواسط السنة الخامسة.
فأبو سعيد الخدري يقول: إن فرض رمضان، كان بعد ما صرفت القبلة في شعبان بشهر على رأس ثمانية عشر شهرا (1).
ويتحدث عبد الله بن أنيس عن سريته إلى سفيان بن خالد، فيقول:
" خرجت من المدينة يوم الاثنين، لخمس خلون من المحرم، على رأس أربعة وخمسين شهرا (2).
ومحمد بن مسلمة أيضا يقول عن غزوة القرطاء: " خرجت في عشر