ولكن هذه الرواية غير صحيحة قطعا، فإن النبي (ص) قد وصل إلى المدينة في حر الظهيرة، كما نص عليه المؤرخون (1).
ولو قلت: لعل المراد أنه وصلها في طريقه من مكة، حيث عدل إلى قباء، حين الظهيرة.
فإن الجواب هو:
ا - إنه قد تقدم: أن أهل المدينة كانوا يأتون كل يوم أفواجا إلى قباء، فيسلمون عليه (ص)، وذلك يذل على أنه (ص) قد كان معروفا عند أهل المدينة قبل قدومه إليها، فكيف يدعي: أنه (ص) كان يشتبه على الناس بابي بكر حتى ظلل أبو بكر عليه؟!
ومع غض النظر عن ذلك، فإن شخصية النبي (ص) كانت تدل عليه، وكانت تختلف كثيرا عن شخصية أبي بكر، وقد وصفته أم معبد لزوجها حتى عرفه (2). وتقدمت صفة أبي بكر على لسان ابنته عائشة.
2 - ثم إنه قد تقدم القول بأنه " صلى الله عليه وآله وسئم " قد صلى الجمعة، وهو في طريقه إلى المدينة (3) وهذا معناه: أنه (ص) قدمها بعد الظهر بقليل، فإن المسافة بين قباء والمدينة ليست كبيرة، كما هو معلوم.
3 - أضف إلى كل ما تقدم: أنه إذا كان (ص) أكبر من أبي بكر بسنتين، فما معنى قولهم لأبي بكر: من هذا الغلام بين يديك (ا)؟! وهل (أ) راجع: تاريخ الخميس ج ا ص 336 و 337، والسيرة النبوية لابن هشام ج 2 ص 37 1، وصحيح البخاري ط سنة 1309 د. ج 2 ص 213، والسيرة الحلبية ج 2 ص 52.
" 2) تاريخ الخميس ج ا ص 334 / 335، السيرة الحلبية ج 2 ص 49 / 55، دلائل النبوة ج أ ص 279.
(3) المواهب اللدنية ج ا ص 67، سيرة ابن هشام ج 2 ص 139، تاريخ الخميس ج ا ص 339 والبحار ج 8 ص 367، ودلائل النبوة ج 2 ص 500.