ذكر لنا كثيرا من مواقف صغار الصحابة ممن أسلم عام الفتح، بل وحتى الذين لم يروا النبي (ص) إلا في طفولتهم، فكيف سكت عن هذا الرجل الخطير!! برأيهم؟!.
أما تضعيف العسقلاني لقيس بن الربيع، فهو في غير محله، فإنه هو نفسه قد نقل توثيقه من قبل: عفان بن قيس، والثوري، وشعبة، وأبي الوليد، وابن عدي. وأثنى عليه يعقوب وعثمان ابنا أبي شيبة، وأبو حاتم، وشريك، وابن حبان، والعجلي، وأبو حصين، ويحيى بن سعيد، ومعاذ بن معاذ، وابن عيينة، وأبو نعيم وغيرهم (1).
ولكن سر الطعن عليه من العسقلاني، أو من غيره، هو ما أشار إليه أحمد، حيث قال: " كان يتشيع، ويخطئ، في الحديث (2) ".
رغم أنهم يذكرون: أن عامة رواياته مستقيمة (3) والذي يذكر هذا الطعن عليه بالتشيع هو أحمد بن حنبل، وليس ذلك غريبا عنه، فإنه عاش في زمن المتوكل الناصبي، الذي فعل بابن السكيت ما فعل، حيث أمر بان يسل لسانه من قفاه، ففعل به ذلك فمات، لأنه لم يرض بتفضيل ولديه على الحسنين " عليهما السلام " (4).
كما أنه قد أمر المغنين بان يغنوا نكاية بولده المنتصر، الذي لم يرض بتنقصه لأمير المؤمنين علي " عليه السلام ":
غار الفتى لابن عمه * رأس الفتى في حرأمه (5)