الغناء هو وعثمان (1).
وقد استعاد غناء زيد بن سلم، وعاصم بن عمر، وأبدى رأيه فيه، كما ذكره ابن قتيبة فراجع (2).
فلعل جعل الانكار على الجواري اللواتي كن يغنين في بيت الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " من قبل عمر بالذات في أكثر المرويات السابقة. - لعله - يهدف إلى التشكيك في هذا الذي شاع عنه، أو للتخفيف من قبح نسبته إليه، حين يرى الناس أن النبي الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " نفسه يستمع الغناء، ويجعل مزامير الشيطان في بيته، ويؤثر سماع الباطل!! فلا غضاضة بعد على غيره إن هو فعل شيئا من ذلك.
2 - إن أكثر تلك المنقولات التي تريد اثبات حلية الغناء تحاول التأكيد على دور عائشة، حتى إنها وهي تنظر إلى الحبشة كان " صلى الله عليه وآله وسلم " يقول لها: أما شبعت؟ فتقول: لا، لتنظر منزلتها عنده، وذلك يوحي لنا بان ثمة يدا تحاول اثبات فضيلة لام المؤمنين، والإشارة أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " كان يراعيها ويحبها. ثم إن في الروايات إشارات واضحة إلى الاهتمام باثبات فضائل لعمر، وأبي بكر، وعثمان، واثبات مدى تمسكهم بالدين، ومحاماتهم عنه، حتى وإن كان ذلك عن طريق النيل من كرامة النبي الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم "، والطعن في نزاهته وعصمته!!.
3 - إننا لا نريد، أن نبرئ أيضا يد الأمويين والعباسيين من عملية الدس، والوضع والاختلاق على النبي الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم ". فقد كان ثمة من يهتم بإضفاء صفة الشرعية والقداسة على كل فعل من أفعالهم.