ثالثا: لابد أن نسأل: ما هذا الشيطان الذي يخاف أو يفرق من عمر، ولا يخاف من رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم "؟ وكيف ينعقد النذر لشئ يكون فيه شيطان يفرق من عمر؟ مع أنه يشترط في النذر كون متعلقه طاعة وراجحا، أو على الأقل أن لا يكون مرجوحا، كما لا يخفى على من راجع أبواب النذر في كتب الحديث، كالبيهقي، والترمذي، وغير ذلك.
وكيف يؤثر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " سماع الباطل، ولا يؤثره عمر؟! وكيف أصبح عمر هنا أشد التزاما من الرسول الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم "؟!. وكيف تكون تلك القينة قد نفخ الشيطان في منخريها، ثم يعرض " صلى الله عليه وآله وسلم " على عائشة أن تسمع غناءها؟ وهل تصدر مثل هذه المتناقضات عن عاقل؟ فضلا عن نبي معصوم؟!.
وكيف يتستر هذا النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " في بعض أعماله عن البعض، ويعتبر أن اطلاعه عليه هتك للستر المرخى، وموجب للحط من كرامته وشأنه، ولا يتستر بها عن البعض الآخر؟! ألا يدلنا ذلك على أنها من الأعمال القبيحة، أو على الأقل غير ال لائقة!!. وأبو بكر نراه يزجر عن الغناء في رواية، ولكنه لا يزجر عنه في رواية أخرى، بل عمر هو الذي يزجر!!.
رابعا: كيف يدعو " صلى الله عليه وآله وسلم " عائشة لتنظر إلى لعب السودان بالدرق والحراب وخده على خدها، وهو يشجعهم بقوله:
دونكم يا بني أرفدة (1)؟!. أفلا ينافي ذلك ما هو معروف عنه " صلى الله عليه وآله وسلم " من الحياء؟ حتى لقد كان أشد حياء من العذراء في خدرها كما ورد، وهل هذا يناسب من يعتبر الحياء من الايمان، ومن كان