ولا يشك عاقل أن هذا مقدور لله تعالى، غير مستحيل في نفسه وقد فعل الله ذلك في الأمم الخالية، ونطق القرآن (بذلك) (1) في عدة مواضع: مثل قصة عزير وغيره على ما فسرناه.
13 - وصح عن النبي صلى الله عليه وآله قوله: سيكون في أمتي كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه (2).
هذا لفظه.
14 - قال علي بن إبراهيم (ره): وأما قوله * (ويوم نحشر من كل أمة فوجا) * فإنها نزلت في الرجعة، فقال رجل لأبي عبد الله عليه السلام: إن العامة يزعمون أن هذا يوم القيامة.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: كذبوا إنما ذلك في الرجعة.
وأما آية القيامة: قوله تعالى * (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) * (3) فأين هذا من قوله تعالى * (يوم نحشر من كل أمة فوجا) * لان الله لا يرد إلى الدنيا إلا من محض الايمان (4) محضا أو محض الكفر (5) محضا، وكذلك كل قرية أهلكها الله بعذاب لا ترجع إلى الدنيا لان الله قال * (وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون) * (6).
15 - وروى عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن الطيار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل * (ويوم نحشر من كل أمة فوجا) * قال:
ليس أحد من المؤمنين قتل إلا سيرجع حتى يموت، ولا أحد من المؤمنين مات إلا يرجع حتى يقتل.
وهذه أدلة واضحة، وأقاويل راجحة على صحة الرجعة، والله أعلم بالصواب