محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن القاسم بن عروة (1)، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل * (واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين آتت اكلها ولم تظلم منه شيئا) *.
قال: هما علي عليه السلام ورجل آخر (2).
معنى هذا التأويل: ظاهر وهو يحتاج (3) إلى بيان حال (4) هذين الرجلين وإن لم يذكر الآيات المتعلقة بهما إلى قوله (منتصرا).
وبيان ذلك أن حال علي عليه السلام لا يحتاج إلى بيان.
وأما البحث عن الرجل الآخر وهو عدوه قال الله عز وجل * (واضرب لهم مثلا) * المثل فيهما (5)، فقوله تعالى * (جعلنا لأحدهما جنتين) * وهما عبارة عن الدنيا فجنة منهما له في حياته، والأخرى للتابعين له بعد وفاته، لأنه كافر والدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، وإنما جعل الجنتين له لأنه هو الذي أنشأها وغرس أشجارها وأجرى أنهارها وأخرج أثمارها وذلك على سبيل المجاز إذ جعلنا الجنة هي الدنيا.
ومعنى ذلك أن الدنيا استوثقت له ولأتباعه ليتمتعوا بها حتى حين، ثم قال تعالى * (فقال - أي صاحب الجنة - لصاحبه - وهو علي عليه السلام - أنا أكثر منك مالا - أي دنيا وسلطانا - وأعز نفرا - أي عشيرة وأعوانا - ودخل جنته - أي دخل في دنياه وأنعم فيها وابتهج بها وركن إليها - وهو ظالم لنفسه - بقوله (6) وفعله ولم يكفه ذلك حتى - قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا) * أي جنته ودنياه، ثم كشف عن