اعتقاده، فقال:
* (وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي - كما تزعمون أنتم (1) مردا إلى الله - لأجدن خيرا منها - أي من جنته - منقلبا - قال له صاحبه - وهو علي عليه السلام - أكفرت بالذين خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربي) *.
معنى ذلك: انك إن كفرت أنت بربك فاني أنا أقول (هو الله ربي) وخالقي ورازقي ولا أشرك بربي أحدا، ثم دله على ما كان أولى لو قاله، فقال له: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله - كان في جميع أموري - لا قوة - لي عليها - إلا بالله).
ثم إنه عليه السلام أرجع القول إلى نفسه فقال له (إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا) أي فقيرا محتاجا إلى الله ومع ذلك (فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك) ودنياك في الدنيا بقيام ولدي القائم دولة وملكا وسلطانا، وفي الآخرة حكما وشفاعة وجنانا ومن الله رضوانا (ويرسل عليها - أي على جنتك - حسبانا من السماء) - أي عذابا ومن الله رضوانا (ويرسل عليها - أي على جنتك - حسبانا من السماء) - أي أرضا لا نبات بها - زلقا) أي يزلق الماشي عليها وأحيط بثمرة) الذي أثمر بها جنتك (2) يعني ذهبت دنياه وسلطانه (فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها) من دينه ودنياه وآخرته وعشيرته (وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا ولم تكن له فئة - ولا عشيرة - ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا).
ثم إنه سبحانه لما أبان حال علي عليه السلام وحال عدوه بأنه وإن كان له في الدنيا دولة وولاية من الشيطان، فان لعلي عليه السلام الولاية في الدنيا والآخرة من الرحمن وولاية الشيطان ذاهبة وولاية الرحمن ثابتة.