قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله تعالى * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * فقال: رسول الله المنذر (1) وعلي الهادي، يا أبا محمد! هل من هاد اليوم؟ قلت: بلى - جعلت فداك - ما زال فيكم هاد من بعد هاد حتى دفعت إليك.
فقال: رحمك الله لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية، مات الكتاب ولكنه حي عليه السلام يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى (2).
6 - وذكره أبو علي الطبرسي (ره) أنه روي عن ابن عباس أنه قال: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا المنذر وعلي (3) الهادي من بعدي، يا علي بك يهتدي المهتدون.
وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالاسناد عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه، عن حكم بن جبير، عن أبي بريدة الأسلمي قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله بالطهور وعنده علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام بعد ما تطهر فألصقها بصدره.
ثم قال: إنما أنت منذر - يعني نفسه.
ثم ردها إلى صدر علي ثم قال * (ولكل قوم هاد) * ثم قال (له) (4):
إنك منار الأنام، وغاية الهدى، وأمير القرى، أشهد على ذلك إنك كذلك (5).
[ونقل ابن طاووس (ره) في سعد السعود عن محمد بن العباس، أنه روى ذلك من خمسين طريقا بأسانيدها] (6).