15 - تأويله: ذكره علي بن إبراهيم (ره) في تفسيره قال: حدثني أبي، عن عمرو بن سعيد الراشدي، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وآله وأوحى الله تعالى إليه في علي ما أوحى من شرفه وعظمته ورد إلى البيت المعمور وجمع الله النبيين وصلوا خلفه، عرض في قلب رسول الله صلى الله عليه وآله عظم ما أوحى الله إليه في علي عليه السلام، فأنزل الله عليه * (فان كنت في شك مما أنزلنا إليك - في علي - فسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) * يعني الأنبياء (الذين صلى بهم رسول الله صلى الله عليه وآله أي في كتب الأنبياء قبلك وما أنزلنا في كتابك من فضله) (1) * (لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) * يعني من الشاكين.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما شك رسول الله صلى الله عليه وآله ولا سأل (2).
وهذا مثل قوله تعالى * (وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) * (3).
ومعنى عرض في قلب رسول الله صلى الله عليه وآله أي خطر على باله عظم ما أوحى الله إليه في علي عليه السلام وفضله ولم يكن عنده في ذلك شك لان فضل علي عليه السلام من فضله الذي فضل على الخلق أجمعين، ولأجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت، ولا عرفني إلا الله وأنت، ولا عرفك إلا الله وأنا) (4) يعني حقيقة المعرفة، وفضل كل منهما على قدر معرفته بالله الذي لا يعلم فضلهما إلا هو سبحانه وتعالى، ومن يكن هذا قوله كيف يكون عنده في فضله شك.
وإنما قال هذا القول للشاك من أمته في فضل علي عليه السلام لتنبيه (5) الغافل.